السلام عليكم .
منطلقات هذه المناظرة مغلوطة من الاساس ومن الطرفين , ولنقل ان حكم الاسلاميين في العالم العربي , هي مرحلة انتقالية نحو مرحلة اخرى اكثر توسيعا لأسلمة المجتمعات الاسلامية والعربية , التي كانت بطبيعتها مجتمعات اسلامية حتى مع وجود مسيحيين او يهود كجزء من المنظومة البشرية لتلك المجتمعات . حكم العرب مثلما حكم الامازيغ المغرب , لم يكن هناك حزب امازيغي ولا وجود لحزب عربي ونفس الامر في الشرق , لكنكا حاليا نرى احزابا بالوان الفسيفساء اليس في هذا ضرب لاهم المبادئ الاسلامية التوحيد والوحدانية والتوحد . خصوصا في المغرب .
نحن نعلم ان الحكم في الاسلام لا يكون الا عن طريق الشوري ولا يكون الا عن طريق الخلافة المحمدية , فامركم شورى بينكم , لا يتم ذلك الا عن طريق العلماء , لا يتم عن طريق التعددية الحزبية ولا عن طريق الديموقراطية ... الخ لان كل ذلك يتعارض مع مبادئ الاسلام السياسية ... ( فاليوم أكملت لكم دينكم )
لماذا كانت المنطلقات مغلوطة .؟؟
1- ليس هناك داخل المجتمع الاسلامي وداخل الاسلام و موضوع اسمه التعددية , والديموقراطية , الاحزاب , ايضا الحرية بالفهم الليبرالي , هذه توابث الاسلام من داخل النص القراني الكريم الذي هو المصدرالاول للتشريع الاسلامي عند الامة الاسلامية , اي حوار مع احزاب يسارية او ليبيرالية .... هو عمل باطل من وجهة نظر الاسلام الصحيح , لكننا نعتبر ان المرحلة تتيح وتسمح باعادة تشكيل المجتمع المسلم الذي فقد بوصلته الصحيحة منذ معركة الجمل , ومعركة صفين , الذي فقد روحه لاسباب تاريخية واقتصادية ولاسباب اخرى متعددة . هذا معناه ان المسلمين فقدوا نسقهم التاريخي وفقدوا اسلامهم الصحيح ,منذ مقتل الصحابي الجليل عثمان ابن عفان .
2- انه من التناقض ان يقول لنا الاستاذ لكحل , انه مسلم , يصلي ويصوم ... الا انه ينتقد المشروع السياسي لحزب اسلامي مغربي لاسباب منطقية تتعارض مع الاسلام ومبادئه , وقد قدم نماذج على ذلك , ونحن نرى ان الاستاذ لكحل , اذا كان مسلما وهذا صحيح الا انه خارج الجماعة الاسلامية , سواء كانت حاكمة او غير حاكمة اي انه يتحدث بامه وليس باسم الاسلام , هو موقف فيه تناقض على المستوى الشخصي والعقدي و فلماذا لم يقدم الاستاذ لكحل باعتباره مسلما انتقاداته من داخل الجماعة الاسلامية التي ينتقدها هو نفسه , بمعنى اخر , ليس هناك في الاسلام من يمثل نفسه بنفسه من داخل النظام الاسلامي , هذه ليست حرية , بل على الاستاذ لكحل , لكي يكون فعلا مسلما عضويا ان يقدم انتقاداته او حتى مشروعه من داخل النظام الاسلامي , اذا كان فعلا هناك وجود حقيقي لهذا النظام .
3- بنفس القدر نرى ان الاستاذ الفيزازي , يرى انه رجل اسلامي وفي نفس الوقت هو رجل سياسة , اي انه من داخل التصور الاسلامي لا تمييز بين الاسلام والسياسة كما قال وهذا صحيح و الاسلام هو ممارسة للسياسة, نعم هذا صحيح ايضا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي و المستويات الاخرى ...الا ان هذا التوجه يبقى صحيحا اذا كان المسلم السياسي يطارح السياسة مع المسلم السياسي من داخل مجتمع اسلامي , و لا يطرح السياسة ويقاسمها مع اشتراكي او شيوعي مثل ما حدث في تونس مثلا , المسلم السياسي لا يقتسم الحقائب الوزارية مع حزب يقوم او قام على العرق و الجنس البشري , لان الاسلام يقول في مبادئه , انه لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى ...اضافة الى هذا نحن نتسائل في اطار المبادئ الكبرى للاسلام , ولحدوده ... كيف ستتعامل الحكومة الاسلامية مثلا في مصر او في المغرب مع تركة الديون , التي هي في الحقيقة ربا , حرمه الله تعالى في كتابه الحكيم , اي كيف تتبث الحكومة الاسلامية , اسلامية توجهها الاقتصادي و اما اذا استمرت في تعاملاتها الاقتصادية على نفس الطريق الذي سارت عليه الحكومات السابقة , فاننا في الحقيقة لسنا لا امام حكومة اسلامية ولا امام حزب اسلامي . مع العلم اننا نملك نظاما ماليا واقتصاديا اسلاميا محضا منذ زمن الرسول صلى الله عليه و سلم , يقع هذا النظام ومؤسساته في تناقض تام وتعارض واضح من النظام الراسمالي ومؤسساته الذي يسيطر على الساحة الاقتصادية العالمية , ونحن متؤكدين , انه اذا ما تم تطبيق النظام الاقتصادي والمالي الاسلامي في المغرب مثلا , فان الديون المغربية مثلا ستمحى في ظرف اربعة اعوام , او على اكثر تقدير في حياة حكم الحكومة الاسلامية الحالية .
هل يستطيع الاسلاميون تطبيق الاحكام الاهية على المستوى الاقتصادي والمالي ... ام ان المرحلة هي مرحلة انتقالية؟ , ام هي اهداف خاصة لاشخاص كان صعودهم الى الحكم هو النهاية والارب ؟؟؟؟
نحن لا نطعن في اي شخص , ولا نحكم على النوايا , ولكن نحن نتسائل اسئلة مشروعة ومنطقية من وجهة نظر اسلامية محضة .