نصيحة لشاعر مبتدىء
ماذا أقول وقد حالت على الحـُـــــــلُم *** ملامة ذهبت بالحــــــلم في ألـَـــــــــــــم
لو كنت أعلم أن النصح مذهبـــــــــة *** للود , ما كتبت يمناي بالقـــــــلــــــــــم
وما بعثت إليك الحق مألـــــــــــــــكة *** تسير عبر أثير النات في زحــــــــــــــــم
لقد صدقت , وإن الجمع في حـرسي *** أحراس, هذا لعين الحق من قِـــــــــــــدَم
قد قوَّى قولك قول القائل الــــــعربي *** في بيت شعر تراه خـــــــير مُحْــتـَــكــــَم
بيت امرؤ القيس بيت قد مررت بــه *** لكنني ولطول العهـــــــد عنه عـــــــــــــم
فهذا بيت جدير بالقـــــــــــــــراءة بل *** هذا الذي هو برهان وذو حســـــــــــم
فاعذرني إن كان تصويبي على عجل ***واعذلني من فرْط خَطْئي واعْفُ عنْ لمَـَم
كم بيت شعر كشعر أجعد قطــــــــــط*** مستهجن اللفظ عند العرب والعــــــــــجم
يِأتى به كدليل الزيــــــــــــــــغ مـــــــدعيا *** به المدل على الإفصاح للكـــــــــــــــــــــــــلم
يختاره محدثا لا صيت في خبــــــــــره *** دفين ديوان شعر باد من قـــــــــــــــــــــــــدم
عافته أمـــــــــته في القــــــول لم تـــــرها *** ترويه شعرا على الأجيــــال والأمــــــــــــــم
فظلَّ مرتهــــــنا في قِمْطَرٍ غَبِــــــــــــــــرٍ *** بَالٍ وبَالَ عليه الفأر في الـــــــــــــــــــــــــظلـم
فليس يفتحه للعـــــلم فاتحـــــــــــــــــــه *** وإنما من فضولي نفــــــــحة النـــــــــــــــــــــهـم
هذا اللسان وذا القاموس يخــــبرنــا *** بعد الصحاح بأن لا أصــل للكـــــــــــلـــــم
فاعلم ـ هديت ـ بأن الشعر أعْـصُـرُهُ *** ثلاثُ لا غيرها برهان فالْتَــــــــــــــــــــــــــزِم
فالجاهلية والاســــــــــــلام والأموي *** هذي العصور بها فاحجج ولا تلــــــــــــــــم
واعذرني إن كان تصويبي له سمــة *** تنــــبي بأنه عذل جاء في كـَـــــــــــــــــــــلِــم
وما قصدت ـ حسيبي الله ـ من عتـب *** وكيف أعتب عن من قربــــــه بِـــــــــــــدَم
كل الجراحات قد يرجى الشفاء لــها *** وليس تشفى جراحٌ من ذوي رَحـِـــــــــــــم
أما النصيحة مني فهي واجــــــــــبة *** إن هممت بها أو شئت لم تَــــــــــــــهُــــــم
وما أراني بنصحي قد بــــلغت مــرا *** دي قِلِّهُ, وكأني قلت فــــــلْتَـــــــــــــــهِـــم
فاربأ بنفسك عن دنيا الظنـــون ولا *** تحسب نصيحة أهل النصح كالتُّـــهَــــــــــم
قالها صاحبها هاني الصادق يوم الخميس الموافق للثالث عشر من شعبان واحد وثلاثون أربع مئة وألف هجري الموافق لـ:14/07/2011 م.