يتألف العنوان من ثلاث كلمات دالة سنحللها تفصيلا قبل أن نشير إلى ترابطها التركيبي: 1 - ظاهرة : إذا كان هذا المصطلح يدل عموما على ما يدركه شخص واع ، فإن المفهوم له ارتباطات بحقول معرفية كثيرة سنقتصر على ثلاثة منها : ا- علم الاجتماع : يقصد بالظاهرة في علم الاجتماع كل حدث يدرك إدراكا ماديا كالعنف و الإدمان و البطالة ...
ب - علم النفس : يطلق المصطلح على كل سلوك ملموس مهما كان هذا السلوك.
ج - الأدب و النقد : تطلق الظاهرة على أحد المنجزات الحسية التي انتجها العقل البشري متمثلة في الأجناس الأدبية كالشعر و القصة و المسرح..
2 - الشعر : ليس مفهوم الشعر مفهوما ثابتا ، بل يخضع لمتغيرات الزمن و البيئة ، فهو عند العرب القدامى تارة "كلام موزون مقفى يدل على معنى" و هو تارة عندهم "الكلام المخيل المؤلف من أقوال موزونة و عند العرب مقفاة" و إذا كان النقاد القدامى ركزوا على الوزن و القافية فإن المحدثين اهتموا بالصورة و اللغة و الرؤية...
3 - الحديث : هذا المصطلح أكثر ارتباطا بالزمن ، فإذا كان الحديث يعرف بكونه ضد القديم ، فإن ذلك الحديث سيصير قديما كما كان القديم حديثا في عصره، لذا فإن معرفة الزمن الذي يستعمل فيه المتكلم هذا المصطلح أمر ضروري تفاديا لكل التباس ذلك أننا نجد صفة الحداثة في المؤلفات النقدية القديمة للدلالة على المحاولات التجديدية الأولى في العصر العباسي ، فقد قيل إن بشارا آخر القدماء و أول المحدثين.
و من هنا فإن دلالة المصطلح ترتبط بعصر المجاطي و الشعراء الذين عاصرهم.
و لا يمكن النظر إلى هذه العناصر منفصلة ، ففي إطار حديثنا عن صفة الحديث و جدنا أنفسنا مضطرين إلى الحديث عن الموصوف"الشعر"الذي أضيفت إليه الظاهرة فاكتسبت التخصيص بعد الإطلاق، حيث تم تخصيص الظاهرة بالجنس الأدبي المعروف الذي شكل في ما مضى ديوان العرب، كما أن صفة العربي قد قيدت هذا المركب الإضافي بجنس العروبة ، أي أن الظاهرة لن تبحث إلا في الشعر الذي كتب باللغة العربية و ينتمي إلى حضارة العرب .