تقرير عن الندوة الفكرية:"واقع اللغة العربية وآفاقها " التي نظمتها جمعية الضاد لأساتذة اللغة العربية وحركة التوحيد و الإصلاح – فرع تازة
أنجز التقرير: المختار السعيدي
نظمت جمعية الضاد لأساتذة اللغة العربية و حركة التوحيد و الإصلاح فرع تازة ندوة فكرية بعنوان:
" واقع اللغة العربية و آفاقها" أطرها الدكتوران عبد الرحيم وهابي و فؤاد بوعلي ، و بعد أن رحب الأستاذ المسير المختار السعيدي بالضيفين الكريمين و الحضور الكريم معتذرا عن عدم حضور الدكتور موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية الذي اعتذر في آخر لحظة ، شاكرا للدكتور بوعلي تجشمه عناء السفر لينوب عن الأستاذ الشامي،أعطيت الكلمة للدكتور محمد السايح رئيس فرع حركة التوحيد والإصلاح بتازة الذي رحب بدوره بالحضور الكريم،وأبرز أهمية الندوة و العلاقة الجدلية بين اللغة العربية و الدين الإسلامي،مبينا أن اللغة أحد مظاهر الهوية الإسلامية باعتبارها لغة القرآن الكريم و من هنا ضرورة الاعتناء باللغة العربية باعتباره واجبا شرعيا . ثم تناول الكلمة الأستاذ لحسن بوزفور رئيس جمعية الضاد لأساتذة اللغة العربية الذي رحب بالحضور الكريم،و بين أهمية اللغة في رسم معالم الهوية الحضارية للمغرب،محذرا من تنامي بعض الأصوات الإقصائية المعادية للغة العربية ،محددا دورجمعية الضاد المتمركز في خدمة اللغة العربية بجميع الوسائل المشروعة.
و بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور عبد الرحيم وهابي ،أستاذ مبرز في اللغة العربية و دكتور في التواصل و تحليل الخطاب و مدرس ديداكنيك اللغة العربية بالمركز التربوي الجهوي بفاس ، و عضو لجنة تأليف كتاب الممتاز في اللغة العربية للسنتين الأولى و الثانية باكالوريا شعبة الآداب و العلوم الإنسانية، حيث تحدث في موضوع "تعليم اللغة العربية: الصعوبات و البدائل"إذ انطلق من الإشارة إلى ضعف الخطاب الديداكتيكي مستندا إلى تقرير المجلس الأعلى للتعليم الذي أشار إلى ضعف مستوى المتعلمين في اللغات ومن ضمنها اللغة العربية، اللغة الأم، ثم رصد أهم عوائق تعليم اللغة العربية في المغرب متمثلة في التصور الخاطئ عن اللغة العربية، والتداخل اللغوي إضافة إلى فشل سياسات التعليم، منطلقا من نموذج تدريس قواعد اللغة العربية ليقترح في الأخير بعض البدائل متمثلة في حل مشكل التعدد اللغوي، ثم الاستفادة من إسهامات اللسانيات الحديثة ، إضافة إلى ضرورة اعتماد التكنولوجيات الحديثة ، و تطوير التعريب.
بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور في اللسانيات فؤاد بوعلي الأستاذ الجامعي بجامعة محمد الأول بوجدة، ورئيس فرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بوجدة، ورئيس وحدة الترجمة بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية بالمدينة نفسها، ورئيس تحرير مجلة جسور ، وهي مجلة دولية للغات والترجمة؛ حيث انطلق الدكتور بوعلي من السؤال اللغوي الذي بات ملحا لا سيما في عصر تشهد فيه اللغة العربية ما سماه بالمحرقة "الهولوكوست"،مركزا على الجانبين الإعلامي والتعليمي، حيث قارب الموضوع من مقتربين: هوياتي وتنموي ، مبرزا بعض الاختلالات التي تضعف من تأثيير اللغة لعربية، ملحا على ضرورة تكاثف الجهود من لدن الغيورين على الضاد التي تتميز عن غيرها من اللغات بكونها لغة القرآن الكريم، المعجزة الخالدة.
ثم فتح باب النقاش حيث ثمن المتدخلون مثل هذه الندوات ، وأبرزوا أهمية الحفاظ على اللغة العربية و تطويرها لصيانة الهوية المغربية من تيار العولمة الجارف مع التنبيه إلى ضرورة المقاربة الحقوقية و النفعية للدفاع عن اللغة العربية.
ثم عقب الدكتوران وهابي و بوعلي على أسئلة المتدخلين وملاحظاتهم الهادفة، لتنتهي الندوة بتجديد الشكر للحضور الكريم و للسيد رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بتازة الذي وفر الفضاء المناسب لنجاح الندوة، مع لفت عناية الحضور إلى تدارس مقترح تأسيس فرع للجمعية المغربة لحماية اللغة العربية بمدينة تازة.