'روما وريثة ومغتالة قرطاج' لعبد الرحمن بن عطية: جدور روما العروبية ,
منذ زمن ليس بعيدا , وانا ادرس مادة اللسانيات واتأمل آيات من الذكر الحكيم واحاول الجمع بينها على اساس منهجي يقر بان آيات القران الكريم بعضها يشرح البعض , آيات من مثل ( وعلمنا ادم الاسماء كلها) و ( انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعلكم تعقلون ) و( نون والقلم وما يسطرون ) وغيرها كثير , كنت متأكدا ان العربية هي اللغة الام للغات العالمين , انه لاسباب ثقافية واخرى منهجية وثالثة دينية واخرى وقائية , ومن منطلق دراساتي لمرحلة الجمع والتدوين ودراساتي التاريخية والجغرافية , وصلت الى قناعة ذاتية مع غياب الحجج المادية القطعية كالحجج الاركيولوجية والخطية او التسجيلات الشفوية , الى ان اصل اللغات هو اللغة العربية , كنت اعلم جيدا ان العلماء العرب المسلمين قد استبعدوا كل اللغات واللهجات التي تقع خارج المركز اي منطقة الحجاز مكة والمدينة والقبائل التي تحيط بها , يدخل في ذلك اللهجات المصرية والشامية او ما يطلق عليه بلاد الرافدين واليمن وشرق الجزيرة العربية , فهل هذه المناطق لم تعرف اللغة العربية ؟ والاسباب التي تم استبعاد عربية هذه المناطق تجدها في ادبيات علماء اللغة المؤسسين لتلك المرحلة , ليس هناك تحديد تاريخ مضبوط لعملية تصحر الجزيرة العربية وان كنت ازعم ان هذه العملية صاحبت عملية تصحر ما يسمى الان الصحراء الكبرى في افريقيا وان هذه العلملية جاءت بعد التغير المناخي من العصر الجليدي الى العصر الرطيب صاحبتها تغيرات تضاريسية وجيولوجية كان من نتائجها خروج الانسان من جزيرة العرب خصوصا من اليمن والحجاز وتوجهه نحوالشام وافريقيا الى الشمال اي اوروبا عن طريق الاناضول او شبه الجزيرة الايبيرية او توقفه حتى عند نهر النيل ومنابعه او عند انهار شمال افريقيا , هذه الهجرات سبقت الهجرات الفينيقية نحو مصر و افريقية ( تونس ) وشمال افريقيا وحتى الجزيرة الابيرية , وهذه الهجرات الاخيرة لاوروبا من خلال شمال افريقيا سبقت بهجرات اخرى للشعوب الهند اوروروبية والشعوب العروبية نحو اوروبا التي كانت قد عرفت المرحلة المعتدلة بعد ذوبان الجليد وظهور الخلجان مثل الخليج العربي , وعليه نقول ان اروبا عرفت هجرات متعددة اولاها كانت من طرف الشعوب العروبية التي لا نعلم عنها شيئا وثانيها هي تلك التي وقعت بعد انتشار التصحربشكل كثيف في الجزيرة العربية وهذه لا يقل زمن حدوثها عن 6000 سنة واليها ينتمي قوم عاد الاولين وتبدا الهجرات نحو مصر من الحجاز واليمن نحو افريقيا , ونتيجة هذه الهجرات كان هو تاسيس ووجود مجموعة حضارات ودول مثل السومريين والاكاديين والبابلين والكنعانين والبالستيين ( الفلسطينين ) والفراعنة والميديين , في هذه المرحلة سيبدا التاريخ الفعلي للانسان , ففي الزمن الذي كان يتشكل فيه تاريخ اخر في الشرق محوره الصين في اقصى الشرق والهند في جنوب اسيا , كان تاريخ اخر يتشكل في شرق الجزيرة ( بلاد فارس اليوم ) وشمال ( العراق والشام اليوم ) وغرب الجزيرة العربية ( ومصر ) وشمال افريقيا واوروبا , وتكون هذه المرحلة هي التي عرفت الشعر الجاهلي في بداياته وعرفت في نفس الوقت خروج العربية في شكل لهجات نحو اروبا وشمال افريقيا وفي بداية هذه المرحلة ايضا ظهرت الكتابة السومرية واندماج السومريين مع العرب الاكاديين وظهور الحضارة البابلبة, ان الخلط الذي اقامه المستشرقون الاوروبيون في القرن 18و 19 حول الكتابة السومرية وجعلها لغة هند اوروبيه لاهداف عنصرية تضربه وتفنده الكثير من العوامل , منها انه لا يعقل ان يهاجر الانسان من المناطق الخصبة ( الهند او جنوب اسيا ) الى الجزيرة العربية اي جنوب بلاد الرافدية والصواب هو ان الهجرة تمت من الجزيرة العربية نحو الشرق والشمال والغرب والجنوب والنقطة الثانية لا يعقل ان الكتابة السومرية التي ظهرت جنوب العراق هي كتابة لغة هند اوروبية اذ لا يعقل ان يحل شعب هند اوروبي قادم من الشرق نحو جنوب العراق لكي يؤسس لحضارة مختلفة في وسط مختلف يمثل اول خط او كتابة منظمة ثم يذوب بعد ذلك في ذلك الوسط الجديد , وهذا يشبه حدثا تاريخيا اخر وقع مع ظهور الاسلام اذ لم تتجاوز مدة 40 سنة حتى كانت عربية القران تهيمن كليا على الشام وتنزوي الارامية السورياني في الاديرة فقط , اذ ان السريانية هيمنت على لغة الدين والادارة قبل مجئ المسيحية بسبعة قرون ولا يمكن تفسير ذلك الا بوجه واحد هو ان السريانية لهجة عربية , اما النقطة الثالثة وهي ان الشعوب الهند اوروبية توجهت نحو اوروبا ولم تتجه نحو شمال الجزيرة العربية والنقطة الرابعة ان تصنيف اللهجات العربية او العروبية واطلاق مصطلح السامية عليها جاء اول مرة على يد مستشرق يهودي ليناسب التفسير التوراثي المختلق ولا زالت الصهيونية ترفع مقمعة العنصرية ضد اليهود الساميين على كل من خولت له انتقاد اليهود في الغرب , مع العلم ان التصنيفات التي وضعها المستشرقون ( لغة سام وحام ويافت ) لا تستقيم تاريخيا , لان ابناء نوح لم يوجدوا على وجه الكرة الارضية بلغات مختلفة فهذا اختلاق يناسب ما جاء في الثوراة , ولا زالت الثوراة في الغرب تعد اول مصدر تاريخي مكتوب يعتمد عليه لقد رتبها اليهود في الغرب قبل ان يرتبوها في العالم الاسلامي , والنقطة الخامسة وهي ملحمة كلكاميش التي كتبت بالسومرية تعكس روح وثقافة الشرق الاوسط التى تسربت وانتقلت الى بلاد الاغريق فالملامح واضحة بين الة الشعر وربات الفنون عند الاغري , وهذا وحده يحتاج الى دراسات عربية عميقة , لقد انتهت المرحلة المذكورة اعلاه , بانتشار اللغة العربية في اوروبا وشمال افريقيا ( بالنسبة لشمال افريقيا يتبث الدكتور احمد العلوي انتشار العربية ويعيدها الى العربية الفينيقية ) بحجج مادية ) اما اللهجات العروبية التي استقرت في اروروبا فقد دخلت في صراع مع لغات الشعوب الهنداوروبية القادمة من اسيا , هذه الجدور العربية للغات الاوروبية هي بالضبط ما يحاول الدكتور الجزائري عثمان سعدي اتباثه لنا في مقاله التالي ,