1- اللغة : الغاشية : القيامة تغشى الناس بأهوالها - خاشعة : ذليلة خاضعة - ناصبة : من النصب و هو التعب - ضريع : شيء في النار كالشوك مر نتن- نمارق : وسائد
2 - التفسير : هل أتاك حديث الغاشية : الاستفهام خرج عن غرضه الأساسي إلى التشويق و التهويل ، و الخطاب موجه إلى كل الناس و إن كان بصيغة المفرد ، لأن ذلك الهول العظيم يعم جميع الناس كما يتضح من الآية الثانية " وجوه يومئذ خاشعة " فمن هذه الآية الثانية إلى الآية السابعة وصف لحال الكفار و المنافقين حيث بدأ تعالى ببيان حالهم في الآية الثانية قبل العذاب و هو الخشوع الذي كان غائبا في الدنيا أما باقي السمات كما وردت في الآيات الكريمة : عاملة ناصبة : أي أنهم لا يرتاحون أبدا و من شأن من كان كثير العمل أن يظهر التعب و النصب على وجهه ، و العمل هنا هو جر الأغلال و السلاسل كما قال المفسرون ، و توضحه الآية الموالية : و ما بعدها : تصلى نارا حامية : و ذلك لأنهم كانوا يأنفون من السجود لله تعالى في الدنيا فيكون هذا جزاؤهم ، و لا شك أن الإنسان يرهب أن تمس النار أي جزء من جسده ، فكيف إذا كان هذا الجزء هو الوجه ؟ أعاذنا الله تعالى من النار . و لا ريب أن مس النار لتلك الوجوه يجعلها في ظمإ شديد ، لذا جاءت الآية الموالية لتبي أن شرابهم من عين متناهية الحرارة " آنية " ، فيزداد عذابهم . و بعد أن تحدث عز وجل عن شرابهم بصيغة الإثبات ، تحدث عن طعامهم في الآية الموالية بصيغة النفي و الاستثناء الذي يفيد القصر : " ليس لهم طعام إلا من ضريع " ، و قد قال المفسر قتادة عن الضريع " هو شر الطعام و أبشعه و أخبثه " .