الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Ciaa2010
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الى أُسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Ciaa2010
ادارة المنتدي شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Ciaa2010



الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Ciaa2010
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الى أُسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Ciaa2010
ادارة المنتدي شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Ciaa2010



الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة الضاد 2011أحدث الصورالتسجيلدخولمن نحن؟

 جمعية الضاد لأساتذة اللغة العربية
 ترحب بآرائكم و اقترحاتكم عبر   
      البريد الإلكتروني:
ddaadd34@gmail.com
عرفهم من هو محمد رسول الله
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مسلمة
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
المشرف
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
المختار السعيدي
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
هويدا الدار
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
الشاعر لطفي الياسيني
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
جمعية الضاد
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
أبو فيصل
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
مسلم
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
فاطمة الزهراء
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
لؤلؤة لامعة
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_rcapشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Voting_barشِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Vote_lcap 
سجل إعجابك

 

 شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المشرف
المدير العام
المدير العام
المشرف


العمر : 48
نقاط : 12126
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Empty
مُساهمةموضوع: شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان   شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان I_icon_minitimeالجمعة مايو 15, 2009 10:08 am

[size=25](عبدالرَّحمن شكري (1886- 1958م)،المازني (1889- 1949م)،العقاد(1889-1964م))
كان شوقي وحافظ ومطران أسماء لامعة في عالم ِ الشِّعر العربي الحديث حِين ظهرت في بداية القرن العشرين طائفة من الشبان تجمع إلى تفتح الموهبة شغفًـا فريدًا بالثقافة ِالعربيَّة القديمة ،وقدرة مبكرة على التزوّد بذخائر الآداب الغربية في النَّقد ِوالشعر،وإحساسًـا واعيًـا بالتيارات ِ الفكرية والاجتماعيَّة والحضارية الجديدة في مِصْرَ،وسائر الوطن العربي حييذاك .
وروّاد هذا الجيل من الشّباب هم :عبد الرَّحمن شكري،وإبراهيم عبد القادر المازني ،وعباس محمود العقاد ،وقد تخرج الأولان في مدرسة ِ المعلمين العُليا ،أمَّا العقاد فقد توقفت في مجال دراسته عند شهادة الابتدائية ، ولكنه حقق لنفسه تثقفًـا ذاتيًـا أصيلا عن طريق إطلاعه الواسع وانفتاحه على الأدبين العربي والإنجليزي .

الثقافة ُالتي ينطلق منها شعراء مدرسة الدِّيوان :

وقد انطلقُ هؤلاء الشعراء ينهلون ثقافتهم من مصدرين ثقافيين أصيلين :
أولهما :كانت حركة الإحياء وما صاحبها من إلتفات إلى التراث العربي ومن دراسات أدبية عصرية حول ذلك التراث قد شدّت انتباه هؤلاء الشّعراء الناشئين إلى منابع الشّعر العربيّ في عصورهِ الأُولى،فأقبلوا عليه يتزودون لمواهبهم الفطرية واتِّجاههم الذاتي الوجداني ،فأحبّ هؤلاء الشباب من الشّعراء القدامى أكثرهم ذاتية،وأرهفهم وجدانًـا إلى مشاهد الطبيعة، ومفارقات الحياة،وطوايا النَّفس من أمثال الشّعراء العذريين وابن الرُّومي ،والمتنبي،والشريف الرضي ،وأبي العلاء المعري .

أمّا المصدرالثقافي الثاني الذي ترك آثاره في شعر شعراء هذه المدرسة ، فيتمثل في إقبال هؤلاء على الشّعر الإنجليزي ،حيث كانوا من أشد الطامحين إلى الإطلاع على الشّعر الأُورُبي، فراحوا ينتقون منه ما يوافق مزاجهم النفسيّ ،فوجدوا أنفسهم في شعر ِشعراء الرُّومانسية،فأقبلوا يقرأون الأعلام الرُّومانسيَّة من الشّعراء أمثال :وردزورث ، وكوليردج ، وبيرون ، وشيلي ، وكيتس ، وهوجو ، ولامرتين ، وموسيه وغيرهم .
ولم يلبث هؤلاء الشّعراء أن ألّفوا مدرسة شعرية فكرية رائعة بثّت روحًـا جديدة في شعرنا العربي الحديث ،ودفعته قدمًـا نحو تطوّر واسع ، عرفت باسم "مدرسة الديوان " نسبة إلى كتاب بنفس العنوان أخرجه في جزأين العقاد والمازني سنتي 1921،1923م تناول العقاد فيه شوقي بالنَّقد اللاذع ،أمَّا المازني فقد تعرّض فيه لنقد المنفلوطي ، وحافظ إبراهيم ،وشكري أيضًـا،وكان أبرز ما دعا إليه هؤلاء الشّعراء يدور حول طبيعة الشّعر وعلاقته بالشاعر من جانب ، وبالطبيعة ومظاهرها من جانب آخر ٍ ، والنظرة العصرية إلى الحياة والناس جميعًـا تلك النظرة التي تقوم على البصيرة النافذة و الإدراك الوجداني الشخصي .

الشِّعرُ وطبيعتـُهُ وعلاقته بالشّاعر ِ :
رأى هؤلاء الشّعراء ودعوا إلى أنَّ الشّعر َ يجب أن يكون تعبيرًا صادقًـا عن وجدان الشَّاعر وتجاربه العاطفية وتأملاته النفسية وفيما حوله من الطبيعة ومفردات الحياة ، وراحوا يكتبون شعرًا يطبقون فيه هذه الرؤية الجديدة ،عازفين عمَّا كان يشارك فيه كبار الشعراء حينذك من مواكبة لوقائع السياسة وأحداث المجتمع .
فالشِّعرُ لدى شعراء مدرسة الديوان يعالج معاني إنسانية عامة ، ينبع من قلب صادق الإحساس بمشاعرِهِ وبما توحي به الطبيعة من حوله ، فهو شعرٌ ذاتيٌّ كامل الذاتية ،ليس شعرًا لمجتمع و لا شعرًا غيريًّـا كأكثر ماأنتجه شعراء الإحياء ،وإنَّما هو حديثُ نفسٌ تترجم عن دخائلها ووساوسها ، وآلامها وأحلامها ، كما تترجم عن الكون وطلاسمه وألغازه وما يحمل بين جوانحه من حقائق وأسرار .

ونلتقي في شعر هؤلاء الشّعراء بصورة الشّاعر المعهودة في الشّعر الرُّومانسي الأورُبي وشعر الاتِّجاه الوجداني العربي بعد ذلك،فنراه عند هؤلاء الروّاد وجْدَانًـا مرهفًـا وفكرًا متأملا، فهذا عبدالرَّحمن شكري يعبّر عن سعي الشَّاعر وراء المثل في قصيدةٍ قصصيةٍ بعنوان (الشَّاعر وصورة الكمال ) يصوّره فيها عاشقًـا مفتونًـا بتلك الصّورة المثالية التي ينشد بلوغها، هاجرًا من أجلها أترابه، ساعيًـا خلفها فوق هام الجبال حتى يلقى مصرعه ، قتيلا للأماني الطوال :
لـم يَعشْق ِ الغيدَ ولكنـه **** هـام ببكر ٍ منْ بنات ِ الخيال ِ
صورة حسن صاغها لُـبُّه **** وحدُّها في الحسن حدُّ الكمال
فَصَارَ كالطفل ِ رأى بارقًـا**** هاج َ لَهُ أطماعَـهُ في المحالِ
يمدُّ نحـو النَّجم كفًّـا لـهُ **** ويحسبُ النَّجم َ قريب َ المنال
فأينما سَـارَ تراءتْ لَــهُ **** كمـا تراءى خادعًـا لمعُ آل
فسارَ يقفو إثرها هـائمًـا **** والمتهدي بالوهم ِ جمُّ الضلال
وهمّ أن يمسكـها جـاهدًا **** بَيْـنَ ذراعيْـه بأيد عُجــال
مازال يَعْدُو جهده نحوهـا**** حتى هوى من فوق تلك التلال
فرحمة الله عـلى شـاعرٍ**** مـاتَ قتيلا للأمـاني الطـوال

وقد اقترنت هذه النزعة الذاتية لديهم بتشاؤم حاد،فالحياة في نظرهم تستغرقها الآلام،والبشرية يتقاذفها التعاسة والموت والخراب،ولذلك جاء الكثير من شعرهم تصويرًا لتلك الحياة في حزن عميق مجلل بالسواد ِوالكآبة،وها هو ذا شكري يصوّر حظه من الحياة على هذا النحو الرُّومانسيّ المتشائم،فيقول :

إنْ أكنْ عائشًـا فعيشُ عليل النفسِ**يذْوِي مثلَ الرجاء العقيـم
الهوى والحيـاةُ واليأسُ والحزنُ ** وريْبٌ في الزَّمان ِخُصُومــي

وقد نجد هذه النزعة الوجدانية المتشائمة عند بعض الشُّعراء العباسيين أمثال ابن الرُّومي وأبي العلاء المعري،ولا نستبعد أن يكون أثرُهؤلاء الشُّعراء العرب القدامى قد امتد إليهم ، كما لا ينفي أيضًـا أنَّهم قد تأثروا في ذلك الاتِّجاه بشعراء الإنجليز في القرن التَّاسع عشر الذين نزعوا بشعرهم هذا المنحى المعروف بالرُّومانسي،فقد أعجبوا بشعراءِ الرُّومانسيَّة الأُورُبيَّة،وراحوا يجارونهم بهذا الشّعر الغنائي الذاتي الذي يصوّر خوالجهم وأنفسهم .

ولكن يتسنى لهم ذلك،ودعوا إلى تخلي الشَّاعر عن سلطان اللغة الشّعرية القديمة وأساليبه التراثية،وأن يستخدم الشّاعر المعاصر لغة جديدة عصرية بسيطة،فكما أنَّ الحياة كُلّ الحياةِ صالحة لأن تكون موضوعًـا شعريًـا ،فكذلك كُل الألفاظ ِ صالحة لأن تكون مادة للشّاعر ينشد منها ألحانه،ليس فيها ما هو شعريٌّ وما هو غير شعري، بل هي كلها ذات قابلية واحدة من حيث الشّعر وأساليبه .
كما أنَّهم دعوا إلى التجديد في الأوزان والقوافي جميعًـا،فجدد عبد الرحمن شكري في قوافيه وكتب الشعر المزدوج،والشعر المرسل الذي يتقيد فيه بالوزنِ ويتحرر فيه من القافية،فلكُلِّ بيت ٍ قافيته،ولكُلِّ بيتٍ نهايته .

وهكذا دعا هؤلاء الشّعراء بأثر ثقافتهم الغربيَّة الرُّومانسيّة إلى تحطيم كُلّ السدود التي رأوها أنَّها تقف أمام الشَّاعر في الصِّياغة والأوزان والقوافي،كي يتاح للشِّاعر الحرية الكاملة في التعبير عن تجربته الذاتية،وتصوير خوالجه النفسية تصويرًا أمينًـا دقيقًـا .
وهكذا أيضًـا أصبح الشّعر عند هؤلاء تصويرًا لآلام الإنسانية وأنّاتها الحزين،بشاشة الرضا،وعبوسة السخط .

ومن ثَمَّ لم يرتضوا ما كان يردده شوقي وحافظ من شعر ٍ- حينذاك- من تصويرهما للحياة ِ العامة،ومن وصفهما للمستحدثات والمخترعات،ورأوا أنَّهما لا يختلفون في شعرهما عن الشعراء القدماء في شئ ٍ،فاتهموها بعدم ِ الصّدق فيما يعبرون عنه،وبأنهما شاعرا الغير،حيث تلاشت شخصية الشاعر لديهما .
وهذا هو المازني يسخر من طريقة شعراء الإحياء المحافظة على الصِّيغ الرصينة التي يستحدونها من القدماء،ويقول:إنَّها تحيل أشعارهم نُسخًـا متشابهة؛لأنَّهم لا يعمدون إلى تصوير خوالجهم النَّفسية الحقيقية،ولا إلى تمثيل روح عصرهم المتشائمة المحزونة،وإنَّما كُلّ ما يعمدون إليه أن يأتوا ببيت طريف،فإذا حققته وجدته مسروقًـا من معاني القدماء،وكأنَّ بينهم حجابًـا وبين تجاربهم الذاتية الإنسانية الواسعة .

ومن هُنا يرى المازني أن شعرَ عبدالرحمن شكري يمتاز بالصّدق في الإحساس والتعبيرعن محن الإنسانيّة ولآلامها وآمالها ومخاوفها،فهو شعر جديد،هو نجوى الفؤاد وحديث القلب والنّفس،وهو لذلك شعر مطبوع لا تكلف فيه و لا تصنّع .
أمَّا شعر حافظ إبراهيم،فشعر مصنوع لا يَمُتُّ إلى النفس ِ التي تنشده بوشائج صحيحة،إنَّما هو شعر سياسي أو صحفي،شعر مناسبات يومية طارئة،شعر شاعر ضعيف أو قاصر لا يستطيع أن يستلهم في شعره ما في الكون من حق وجمال .
شعر لا يصوّر صاحبه،و لا يشفّ عمّا في نفسه من أحاسيس وعواطف،وهو لذلك شعر غير صادق،إنَّما هو شعر كاذب يقوم على المبالغة والتهويل والخروج عن الحدِّ المعقول .

وفي سنة 1921م ينشر العقاد والمازني معًـا كتابًـا سمياه "الدِّيوان" وفيه راح العقاد ينقد شوقي وشاعريته نقدًا موجعًا، مبديًـا رأيه ورأي مدرسته في الشِّعر ورسالة الشَّاعر في الحياة،يقول الشَّاعر مخاطبًا شوقي :
(اِعلم أيُّها الشَّاعر العظيم أنَّ الشَّاعر من يشعر بجوهر الأشياء لا من يعدُّدها ويحصي أشكالها وألوانها،وأنْ ليست مزية الشَّاعر أن يقول لك عن الشئ ماذا يشبه،وإنَّما مزيته أن يقول ما هو ،أنْ يتسابقوا في أشواط البصر والسمع،وإنَّما همهم أنْ يتعاطفوا ،ويودعُ أحسُّهم وأطبعُهم في نفس إخوانه زُبْدة ما رآه وسمِعه،وخلاصة ما استطابه أو كرهه.
وإذا كان وكْدُكَ من التشبيه أن يذكر شيئًـا أحمرَ ،ثُمَّ تذكر شيئين أو أشياء مثله في الاحمرار،فما زدت على أن ذكرتَ أربعة أو خمسة أشياء يدل شئ واحد ، ولكن التشبيه أن يطبع في وجدان سامعه وفكره صورة واضحة مما انطبع في ذات نفسك ،وما ابتدع التشبيه لرسم الأشكال والألوان،فإنَّ النَّاس جميعًـا يرون الأشكال والألوان محسوسة بذاتها كما تراها، وإنَّما ابُتدع لنقل الشعور بهذه الأشكال والألوان من نفس ٍ إلى نفس ٍ،وبقوّة الشعور وتيقظه وعمقه واتساع مداه ونفاذه إلى صميم ِ الأشياء يمتاز الشَّاعر على سواه ).

وهكذا يرى العقاد أنَّ الشَّاعر الحق هو الذي يتغلغل في أعماق ِ الأشياء ،حتى يذيع بواطنها وأسرارها،وهو لن يصل َ إلى ذلك إلا إذا كانت له نفس قوية الإحساس بالكون ومشاهده تنفذ إلى أغواره،وتتسمّع إلى كُلِّ نبضاته وأصدائه في الإنسان وغير الإنسان .
فليس المراد بالذاتية أن يقتصر الشَّاعر على التعبير عن ذاته وعواطفه وتجاربه الخاصة وحدها ، وإنْ كان ذلك من أهم مظاهر الذاتية،بل أن يكون للشاعرِ كيان مستقل ونظرة متميّزة للحياة والنّاس ،ووجدان يقظ يرصد المجتمع والطبيعة والنّفس الإنسانيَّة جميعًـا.

و لا يرتضي العقاد من شوقي عنايته بالتشبيه على طريقة القدماء ، فليست صناعة التشبيه من حيث هي مهمّة في الشّعر ،إنَّما المهمّ توليد المعاني والصور الذهنية وما يلابسها من خواطر تتيقظ في النّفس،وهو يشير بذلك إلى طريقة مدرسته في بسط الأفكار وتحليلها والتأمل في الأشياء تأمّلا نافذًا،حتى نعلم ضداها في النَّفس وأثرها عليها .
لا أي شئ هي في البصر والشكل واللون ،وإذا كان لا بُدَّ من التشبيه فلا بأس ،ولكن لا لينُقلَ الشاعر الحسَّ الخارجيَّ،وإنَّما لينقُلَ الحسَّ الداخليَّ وما يصحبه من عاطفة وشعور .

وقد تعقب العقاد شوقي بنقد تطبيقي لمجموعةٍ من قصائدهِ في فنِّ الرِّثاء ووصمها بأوصافٍ أربعة معيبة،هي :
التفكك ،والإحالة،والولوع بالأغراض دون الجواهر.
« والتفككوهو عدم الالتحام بين الأبيات الشِّعرية في القصيدة،بحيث يمكن أن يغيّرَ نسقها وترتيبها دون أن يختلَّ نظامها،وتلك ظاهرة عامة في الشِّعر العربي كُلّه.
« أمَّاالإحالةفهو المبالغة إلى درجة غير معقولة،ومن المعروف أنَّّ معاني الشِّعر العربي تُبْنى في كثير ٍ من جوانبها على الغلوّ إلى درجةِ الإفراط.

« أمَّاالتقليدفقد عابَ العقادُ شوقي بأنَّهُ في شعره محال ٍ للقدماء، وكذلك فَعَـلَ المازني مع حافظ إبراهيم وشعره،وهي طريقةُ شوقي وحافظ فلم يرعيا أنَّهما مجددان عن القديم،بل إنَّهُما سعيا إلى الإبقاءِ على أُصول ِ الشِّعرِ العربي وقواعده،والاحتفاظ بإطاره التقليدي وبخاصة في الموضوعاتِ التقليدية مثل الرثاء.

« أمَّا العيب الرَّابع فهو يردّ إلى الاختلاف الواضح بين العقاد وشوقي في فهم الشِّعر وطريقة صناعته،فـ"شوقي" يستغل العناصر القديمة في نظم الشِّعر والتعبير عن قضايا العصر،أمَّا العقاد فيرى أنَّ الشَّاعرَ ينبغي أن يتغلغلَ في أعماق ِ الأشياء،حتى يذيعبواطنها وأسرارها،ولن يتمَّ له ذلك إلا إذا كانت له نفس قوية الإحساس بالكون ومشاهده،تنفذ إلىأغواره وتتسع إلى كُلِّ نبضاته وأصدائه في الإنسان ِ وغير الإنسان ِ.

كما دعا هؤلاء الشُّعرا إلى ما يسمَّى بالوحدة ِ العضوية في القصيدة التي يجب أنْ تعمّها،فتكون بذلك جسدًا واحدًا،فلا بدَّ أنْ يلتحم َ كلّ بيت ٍبما قبله وبما بعده،بحيث لا يستغني البيت في تمام فهمه عن سابقه ولاحقه،والقصيدة بذلك بنية نابضة بالحياة،تتجمّع فيها إحساسات الشَّاعر وذكرياته،لتكوّن مزيجًـا من الفكر والشُّعور،من الوجدان والعقل.
وتستلزم الوحدة العضوية وحدة الموضوع،ووحدة المشاعر التي يثيرها الموضوع،وما يستلزم ذلك من ترتيب الصور والأفكار ترتيبـًـا تتقدم به القصيدة شيئًـا فشيئًـا حتى تنتهي إلى خاتمة،وبذلك تكون القصيدة كالبنية الحية،لكُلِّ جزء ٍ وظيفته فيها،ويؤدي بعضها إلى بعض ِعن طريقِ التسلسل في التفكير والمشاعر ِ.

وتستتبع الوحدة العضوية وحدة الإحساس،أو هيمنة إحساس واحد على القصيدة كُلّها،أي،أي هيمنة الوحدة العاطفية على القصيدة،وهذه الوحدة العاطفية ما هي إلا الوحدة الفنِّيَّة التي يعنيها النَّقْد الحديث.

منقول عن شبكة رواء[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ddad.yoo7.com
le marocain

le marocain


العمر : 62
نقاط : 10991
تاريخ التسجيل : 25/04/2009

شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Empty
مُساهمةموضوع: رد: شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان   شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان I_icon_minitimeالخميس مايو 21, 2009 5:57 am

شكرا للاخ المشرف علي عمله الطيب و مجهوده المحترم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المشرف
المدير العام
المدير العام
المشرف


العمر : 48
نقاط : 12126
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان Empty
مُساهمةموضوع: رد: شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان   شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان I_icon_minitimeالخميس مايو 21, 2009 6:15 am

شكرا لك و بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ddad.yoo7.com
 
شِعْر ُمدرسةِ الدِّيوان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد :: المقرر الدراسي :: المستوى الثانوي التأهيلي :: الثانية آداب و علوم إنسانية :: النصوص الأدبية-
انتقل الى: