مخاطر الألعاب الالكترونية

بسم الله الرحمن الرحيم

مختصون يحذرون من مخاطر الالعاب الالكترونية على الاطفال




كتبت - سهير بشناق - تلجأ عائلات لملئ فراغ أبنائها خلال العطلة الفصلية للمدارس بتحفيزهم على التسلية بالألعاب الالكترونية لفترات طويلة، متذرعين أن العطلة تأتي في فصل الشتاء الذي يحد من أمكانية إخراج الأبناء من البيوت للذهاب إلى أماكن اللعب.
وتدرك أم يزن انه رغم تذمرها المستمرة وشجارها الدائم مع ابنائها أن لا سبيل لتسليتهم وقضاء اوقاتهم سوى الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر و الالعاب الالكترونية.
وقالت يجلس ابني البالغ من العمر (10) سنوات ما يقارب الأربع ساعات يوميا امام جهاز( البلي ستيشن ) ويقضي الوقت الباقي اما امام التلفاز او امام الكمبيوتر.
وتضيف في كل يوم نتشاجر على هذا الامر خوفا مني على تأثر بصره بجلوسه الطويل امام هذه الشاشات إلا انه لا يستجيب بحجة عدم وجود ما يسليه ويملىء وقت فراغة.
ويؤكد فهد هاشم ( أب لأربعة أبناء ) ما ذهبت اليه أم يزن ، وقال ينشغل أبنائي بألعاب الكمبيوتر لأوقات طويلة ، ويعزو ذلك إلى افتقارهم لما يملىء أوقاتهم ، فبرودة الطقس حالت دون خروجهم من البيت فهم اما يتشاجرون او يقضون اوقاتهم في هذه الالعاب التي تعتبر مصدر التسلية الاول لهم .
ويبين محمد موسى ( صاحب محل لبيع الالعاب الالكترونية) أن نسبة بيع هذه الالعاب ارتفعت بشكل ملحوظ مع بدء العطلة المدرسية وهو ما يحدث دائما في مثل هذا الوقت من السنة ، مشيرا إلى أن معظم الذين يقبلون على شرائها هم من فئة الشباب المراهقين الذكور الذين لا يجدون مصادر تسلية اخرى سواها .
ويقول أن نوعية الالعاب التي يقدمون على شرائها هي العاب القوة التي تتميز بالصراعات و الحروب.
ويشير ابو عادل الذي يدير محلا لبيع الالعاب الالكترونية في احد المولات التجارية إلى أن نسبة شراء الالعاب ذات سمة العنف والقوة زاد بشكل ملحوظ فالشباب في عمر بين 10 - 15 عاما ، فيما تفضل الإناث شراء الالعاب التي تتميز بالرقة والخيال .
ويؤكد أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد عبد الكريم الشوبكي مضار وسلبيات قضاء فترات طويلة امام الالعاب الالكترونية.
وقال أن الاطفال المشاهدين او الذين يلعبون هذه الالعاب الالكترونية عبر الكمبيوتر هم اقل عنفا على المدى القصير وان الاثار السلبية لدى الاطفال الذكور اكثر من الاطفال الاناث لان اقبال الاطفال من الذكور اكثر على هذه الالعاب بسبب طبيعتها التي تحوي البطولات الجسدية والذكورية .

مبينا ان الذكور اكثر ميلا وقدرة على الانغماس وادارة الالعاب بالنسبة للحركة و المتابعة البصرية .
ويضيف الدكتور الشوبكي أن حالة الإدمان لدى الطفل على هذه الالعاب تجعله مرغما بشكل قهري عليها وفقدان الاستمتاع بالنشاطات الاخرى واعطائها الألوية الأولى على حساب حاجاته الاخرى الأساسية كالنوم و الاكل و النظافة . ويحذر أخصائي طب الاطفال الدكتور جرير حلزون من خطورة بقاء الاطفال ساعات طويلة امام اجهزة الكمبيوتر والالعاب الكترونية لما فيها من مضار كبيرة على صحتهم ، كاشفا أن سلبيات هذه الالعاب تتمثل في تاثر عيونهم بشكل كبير ويتراجع قوة البصر لديهم اضافة الى الاوجاع التي تصيبهم بمنطقة الظهر و الراس لبقائهم فترات طويلة في اللعب .
ويقول الدكتور حلزون أن ترك الاطفال امام هذه الالعاب لساعات طويلة وعدم مبادرة الاهل لوضع حد لساعات اللعب المسموح بها يسهم الى جعل هؤلاء الاطفال منطويين وغير اجتماعيين بحيث يرفض الطفل الخروج من المنزل برفقة اسرته ويفضل البقاء امام اجهزة الكمبيوتر مما يعني فقدانه لجانب التواصل الاجتماعي الهام الذي يعزز شخصيته ويساعد على صقلها بشكل كبير .
ويؤكد الدكتور حلزون ان الطفل الذي يتراوح عمره ما بين ( 10- 12 ) عاما يجب ان لا يتجاوز مجموع الساعات التي يلعب بها بهذه الالعاب اكثر من ساعتين يوميا يخلد بعدها للراحة كي لا يتاثر سلبا أو يصاب بالصداع وأوجاع جسمانية أخرى .
ويحض الدكتور حلزون الأهل على ضرورة مراقبة أبنائهم أثناء بقائهم أمام أجهزة الكمبيوتر التي تتيح لهم الانتقال من موقع الى اخرى و التعرف على اشخاص اخرين ومحادثتهم مما يتطلب تشديد الرقابة ، وعدم السماح لهم بالبقاء فترات طويلة يقضونها اما بالالعاب الاكترونية او امام اجهزة الكمبيوتر .
ويحذر أطباء نفسيون من سلبيات هذه الالعاب و ادمان الاطفال عليها بشكل كبير، وقالوا أن الغالبية العظمى من الاهل لا يجدون مفرا من ترك الحرية لابنائهم في قضاء معظم ساعات النهار امام اجهزة الكمبيوتر والألعاب الالكترونية خاصة في ظل الاوضاع السياسية السائدة و التي اثرت على الاطفال و اسرهم على حد سواء وجعلت فكرة الخروج من المنازل بهدف الترفيه ذنبا لا يرغب الكثيرون باقترافه .