الحد بين علم الصرف وعلم الاصوات ,يكاد ينعدم للقارئ غير المحنك في اللغة العربية ,لكن حدهما يقع في كون ان مادة علم الصرف هي الاصوات ,وهوما يعني ان البحث في الاصوات سابق للبحث في علم الصرف ,وقد وجدت داخل المنتدى محاور علمية تمثل علوم الالة مثل ( صرف ,نحو ,بلاغة ..) لكن في نفس الوقت لاحظت غياب مبحث الاصوات , وعليه فاني انشر هذا المقال ,دعما لمقالات سابقة تحت علم الاصوات وليس علم الصرف ,المقال في الحقيقة هورد على سؤال سابق في التقاء الساكنين في اللغة العربية .
هناك عدة آراء حول الهمزة في علاقتها بحروف العلة, و في علاقتها بحروف حلقية أخرى كالعين والهاء الحاء . يعتقد البعض ان الهمزة صوت مخفف ينطق من أسفل الحلق , قريب من مخارج تلك الحروف, و هي لا تنطق كصوت الا في ما نذر , غالبا ما تنطق مصاحبة لاحد حروف العلة خطا , و لذلك اسباب في رايهم تجعلهم, يعتبرونها حرفا غير قائم بذاته. و اكثر من ذلك يعتبرها البعض حركة تتغير بتغير مواقعها و بتغير الحرف الملازم لها. كما انها هي نفسها يمكن ان تحمل علامات الضم و الفتح و التنوين...فالهمزة هي اذن شبه حرف او بالاحرى علامة تشير الى صوت حرف صحيح مخفف لاحد الحروف السابقة الهاء و الحاء و العين, لذلك ينظر اليها كحرف طائر يبحث عن موقع يرتكز عليه , فنجدها تترسي مرة على الالف و مرة اخرى على الواو...و احيانا تستطيل فتصبح عند بعضهم مدة, و قد تتحول لتصبح مع الفها الف وصل أو همزة وصل, كما انها حين تاتي وسطية يمكن ان تجلس على كرسي الياء...بعد ان تطرد نقطتيه, بصفة عامة الهمزة لم يعد لها مكان بين الحروف الصحيحة , بعد ان فقدت حرفها الصحيح, لذلك تراها تلجأ لحروف العلة , تسند عليها لتعطيها قوة ما فقدته من قوتها و هويتها فمثلا اغلب تحولاتها ينبع من حرف العين, مثلا , يسعل = يسأل , معونة =مؤونة , عصفر أصفر....هذه التخريجات و التاويلات و الكثيرة , لا تصمد امام المعيار العلمي, الدراسة العلمية المخبرية. في اعتقادي كل تلك المظاهر , تخلط بين الملفوظ و المكتوب بين الوحدة الصوتية في اصلهاو بين المتغير الفونولوجي من جهة و الكتابة الفونولوجية من جهة تانية. يمكن ان تسال اي باحث مثلا ,عن ماذا يعني مثلا صوت بين بين, او صويت, أوصوت خفي في التراث الصوتي العربي ,او حتى عن بعض الصفات مثل رخو ,وقلقلة , فانك لن تجدي جوابا علميا يستقي سنده من الدراسة المخبرية العلمية, بل ستجد الكثير من احكام القيمة, ووجهات النظر الذاتية , اكثر من وجود تفسيرعلمي ينبع من الموضوع ذاته و لذاته. صحيح اننا قد نتفق مع التوجيهات على مستوى التحليل الفنولوجي , حين نقول مثلا ان الهمزة انقلبت الى الف ,فنوافق على ذلك على اساس الاستبدال , لا على اساس التحول في السيرورة و الصيرورة, فمثلا هذا يجد مكانه في الدراسة الفونولوجية كالقراءات القرآنية مثلا , التطريز الشعري, لكنه لا يمكن أن يصمد امام الدراسة المخبرية المنطلقة من دراسة الوحدة الصوتية على اساس علم الاصوات النطقي, تلك التي ارى انها لم تتحقق لحد الان و لا وجود لها حسب علمي. لننظر مثلا الى صوت ( آ ) في للفظ آية في الثرات الصوتي العربي , يتعبك البحث في التخريجات و التاويلات حين تعلم ان البحث فقط في جدر هذا اللفظ يتجاوز العشرة آراء دون اللجوء الى معيار واحد, فهناك رأي الجوهري المنسوب الى سيبويه , و راي أخر ورد في لسان العرب, رأي السمين و ابن عقيل, الفراء, الكسائي, المعري, و ابن فارس , الخليل, و آراء اخرى غير منسوبة.فاي الجدور هو الصحيح و اي الاوزان يمكن اعتبارها معيارا, و يمكن الا ستناد عليها. لناخذ راي ابن عصفور مثلا في لفظ ذوائب ( نحو ذوائب في جمع ذؤابة, اصله ذائب , فابدلت الهمزة واوا هروبا من ثقل البناء مع ثقل اجتماع الهمزتين و الالف , لان الالف قريبة من الهمزة, لانها من الحلق,كما ان الهمزة كذلك , فكانه قد اجتمع في الكلمة ثلاثة همزات . فالتزموا لذلك ابدال الهمزة واوا) الممتع في التصريف 1- 363. فكيف و متى كانت الالف صوتا حلقيا , فبالاحرى وحدة صوتية, و كيف تم ذلك الاستبدال؟ ( الهمزة اصبحت واوا كيف؟؟
لننظر الى اختلاف من نوع اخر. في لفظ مقول على وزن مفعول , مقوول هناك واوان ساكنتان في رايهم ,تحذف احداهما تخلصا من الساكنين, فاختلف في المحذوف ,فذهب الخليل و سيبويه الى المزيد و ذهب الاخفش الى حذف الحرف الصلي , قال سيبويه : ( وحذفت واو مفعول لانه لا يلتقي الساكنان ) و ذكر المازني مذهب الاخفش , و رجحه على قول الشيخين, و احتج ابن جني لهذا المذهب . لننظر لهذا اللفظ في حد ذاته. بغض النظر هل الاصل هو الفعل او المصدر, نجد ان (قول ) على وزن فعل بفتح عين الفعل, و( قول )على وزن فعل بتسكين عين الفعل. واعتبرا هما معا الواو الساكنة و الواو المتحركة معا حرفين أي وحدتين صوتيتين لها تحقق صوتي, وهذا معناه أنهما غير حروف المد هنا او حروف لين, فهل هما حرفا علة هنا ؟ كيف و باي معنى؟ من ناحية اخرى اذا نظرنا الى اسم المفعول وبغض النظر عن هل الاصل هنا هو الفعل أم الاسم؟؟. فان مقوول بضم الواو الاولى التي هي في راينا الواو الاصلية لان الواو الثانية هي واو مزيدة واو اسم المفعول , تكون هنا مع رصد الظاهرة في حد ذاتها مضمومة ( بالضمة ), و تكون الواو التي تاتي بعدها امتدادا لحركة عين الفعل ( الواو المضمومة = حركة الضمة ) فاين التقاء الساكنين , هذا يصح مع التقطيع العروضي حين ننظر فقط للواو الثانية , لكنه لا يصمد مع التقطيع الصوتي لان لفظ مقوول بضم الواو الاولى لا يظهر التقاء الساكنين ( ص+ مص + ص + ص + مص+ ص+مص+ ص ) و عليه فالواوان تمثل مقطعا صوتيا صغيرا ( ص + مص) . من ناحية اخرى هل نستطيع القول أن المصوت الطويل الواو الذي التحق بالوحدة الصوتية التامة الواو الاولى هل يمكن القول انه ساكن , هذا غير ممكن لان ما نسكنه هو وحدة صوتية تامة و ليس المصوت الطويل او القصير و بتعبير اخر ان المصوت يقع في تضاد مع الصامت اي الساكن فالوحدة الصوتية اما ان تكون ساكنة او متحركة حركة طويلة او قصيرة, في حين المصوت الطويل و منه المصوت القصير ليسا وحدتين صوتيتن. بل هما تشكيل عضلي لاجهزة النطق أثناء النطق بالوحدة الصوتية الواو, و بالتالي كلا الواوين ليست ساكنتين. اين هذا الكلام من الاراء التي ذ كرها علماءنا الاجلاء. و عليك ان تستنتج ما يمكن استنتاجه. يمكن القول ان ما تم حذفه في مقول هو االواوالزائدة ( اقصد واو الزيادة في الاشتقاق ) في مفعول , وانه تم ضم فاء الفعل أو الاسم , وتم بعد ذلك مد تلك الضمة , ضمة فاء الفعل ومدها بواو, فاصبحنا امام مفول اي مقول , النتيجة ان الواوين معا تم حذفهما.
وهذا يشبح الى حد كبير التقاء الساكنين ,في قولنا ( حاقة ,وسامة ,دابة ..)
والسلام عليكم
الثلاثاء مارس 06, 2012 6:32 am
