أهمية الصيغة في تحديد المعنى

ثمة قصة وقعت لعمرو بن عبيد المعتزلى مع أبى عمرو بن العلاء تكشف عن التفات علماء اللغة القدامى لخطورة أمر الصيغ، والخلط بين بعضها وعدم التفريق الدقيق بين دلالاتها فقد أشارت المصادر إلى وفود أبى عثمان عمرو بن عبيد المعتزلى على أبى عمرو بن العلاء يسأله قائلا: "يا أبا عمرو؛ أيخلف الله وعده؟ قال أبو عمرو: لا. قال عمرو: أفرأيت من وعده الله على عمل عقابا، أيخلف الله وعده؟ فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت أبا عثمان، إن الوعد غير الوعيد ...".

فعمرو بن عبيد هنا - إن صحت الرواية - قد أخطأ فى التفريق بين الصيغتين فالوعد مصدر (وعد)، أما الوعيد فهو مصدر (أوعد) فالصيغة الأولى صيغة مصدر ثلاثى، والثانية صيغة مصدر رباعى. والخلط بين الصيغتين ومصدريهما قد أدى إلى الانتقال من الضد إلى الضد، وهذا المعنى الضدى هو ما يستفاد من المعنى الصيغى للكلمة، وفى اللغة نظائر كثيرة تنقل الصيغة فيها الكلمة من الضد إلى الضد كما فى (قسط) و (أقسط) و (حنث) و (تحنث)، و

(أثم) و(تأثم) ...إلخ.

منقول عن شذا العرف في فن الصرف

شكرا لك على الفائدة القيمة تقبل تهاني وامتناني

بارك الله فيك على المرور الطيب
تحياتي

بارك الله فيك مديرنا

فعلا هناك كلمات نظن أن لها نفس المعنى أو بالأحرى نقولها على أساس معنى آخر والمعنى الحقيقي غير المقصود

وشكرا لمجهوداتك ومواضيعك الرائعة في المنتدى

السلام عليكم

تقوم اللغة العربية على مجموع مبادئ عامة , منها ما هو مختص باللغة العربية وحدها دون غيرها , مثل الاشتقاق و الاحتمال , و الاصوات المحكية للطبيعة , وهو ما لا تجده في اللغات الاخرى , ومنها ما هو مشترك مع اللغات العربية , مثل مبدأ الاستبدال , ومبدأ الترابط .
فليس الفرق بين الوعد و الوعيد فرق في الصيغة فقط , بل الصيغة نفسها علامات اعرابية لا تتحقق في اللغات غير الاعرابية , انها اشتقاق اكبر يتضمن اشتقاقا اصغر . وذلك هو البناء العام للغة العربية , من لا علم له بذلك الاعراب او بذلك البناء العام , لا يستطيع التمييز بين الصيغ الصرفية و العلامات الاعرابية , فليس اضافة واو او ياء او حذفهما او تغيير الفتحة الى ضمة او كسرة او سكون الا المظهر الجزئي لذلك النظام الاعرابي العام .

» اللفظ و المعنى
» لنكن أصدقاء - اكتشاف المعنى و بناؤه