الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Ciaa2010
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الى أُسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Ciaa2010
ادارة المنتدي في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Ciaa2010



الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Ciaa2010
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الى أُسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Ciaa2010
ادارة المنتدي في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Ciaa2010



الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة الضاد 2011أحدث الصورالتسجيلدخولمن نحن؟

 جمعية الضاد لأساتذة اللغة العربية
 ترحب بآرائكم و اقترحاتكم عبر   
      البريد الإلكتروني:
ddaadd34@gmail.com
عرفهم من هو محمد رسول الله
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مسلمة
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
المشرف
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
المختار السعيدي
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
هويدا الدار
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
الشاعر لطفي الياسيني
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
جمعية الضاد
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
أبو فيصل
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
مسلم
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
فاطمة الزهراء
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
لؤلؤة لامعة
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_rcapفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Voting_barفي ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Vote_lcap 
سجل إعجابك

 

 في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المختار السعيدي
نائب رئيس جمعية الضاد
نائب رئيس جمعية الضاد
المختار السعيدي


العمر : 48
نقاط : 12504
تاريخ التسجيل : 18/08/2008

بطاقة الشخصية
معلومات شخصية: 40

في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1   في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 I_icon_minitimeالجمعة يوليو 24, 2009 10:55 pm

مدنيّة وآياتها ستّ وثمانون ومائتان
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذه السورة من أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة. وهي أطول سور القرآن على الإطلاق. والمرجح أن آياتها لم تنزل متوالية كلها حتى اكتملت قبل نزول آيات من سور أخرى فمراجعة أسباب نزول بعض آياتها وبعض الآيات من السور المدنية الأخرى - وإن تكن هذه الأسباب ليست قطعية الثبوت - تفيد أن السور المدنية الطوال لم تنزل آياتها كلها متوالية إنما كان يحدث أن تنزل آيات من سورة لاحقة قبل استكمال سورة سابقة نزلت مقدماتها وأن المعول عليه في ترتيب السور من حيث النزول هو سبق نزول أوائلها - لا جميعها - وفي هذه السورة آيات في أواخر ما نزل من القرآن كآيات الربا ، في حين أن الراجح أن مقدماتها كانت من أول ما نزل من القرآن في المدينة.
فأما تجميع آيات كل سورة في السورة ، وترتيب هذه الآيات ، فهو توقيفي موحى به .. روى الترمذي - بإسناده - عن ابن عباس - رضي اللّه عنهما - قال : قلت لعثمان بن عفان : ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين ، وقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر
ا
: بسم اللّه الرحمن الرحيم ، ووضعتموها في السبع الطوال؟ وما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان : كان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب ، فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وخشيت أنها منها وقبض رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها. فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطرا : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، ووضعتها في السبع الطوال.
فهذه الرواية تبين أن ترتيب الآيات في كل سورة كان بتوقيف من رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وقد روى الشيخان عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال كان النبي - صلى اللّه عليه وسلم - أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي - صلى اللّه عليه وسلم - القرآن ، وفي رواية فيدارسه القرآن ، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة. ومن الثابت أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وقد قرأ القرآن كله على جبريل - عليه السلام - كما أن جبريل قد قرأه عليه .. ومعنى هذا أنهما قرآن مرتبة آياته في سوره.
ومن ثم يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية مميزة! شخصية لها روح
يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس! ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص. ولها جو خاص يظلل موضوعاتها كلها ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة ، تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو. ولها إيقاع موسيقي خاص - إذا تغير في ثنايا السياق فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة «1» .. وهذا طابع عام في سور القرآن جميعا.
ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور كهذه السورة.
هذه السورة تضم عدة موضوعات. ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا .. فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة ، واستقبالهم لها ، ومواجهتهم لرسولها - صلى اللّه عليه وسلم - وللجماعة المسلمة الناشئة على أساسها ...
وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة ، وبين اليهود والمشركين من جهة أخرى .. وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض ، بعد أن تعلن السورة نكول بني إسرائيل عن حملها ، ونقضهم لعهد اللّه بخصوصها ، وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم - عليه السلام - صاحب الحنيفية الأولى ، وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم ..
وكل موضوعات السورة تدور حول هذا المحور المزدوج بخطيه الرئيسيين ، كما سيجيء في استعراضها التفصيلي.
ولكي يتضح مدى الارتباط بين محور السورة وموضوعاتها من جهة ، وبين خط سير الدعوة أول العهد بالمدينة ، وحياة الجماعة المسلمة وملابساتها من الجهة الأخرى .. يحسن أن نلقي ضوءا على مجمل هذه الملابسات التي نزلت آيات السورة لمواجهتها ابتداء. مع التنبيه الدائم إلى أن هذه الملابسات في عمومها هي الملابسات التي ظلت الدعوة الإسلامية وأصحابها يواجهونها - مع اختلاف يسير - على مر العصور وكر الدهور من أعدائها وأوليائها على السواء. مما يجعل هذه التوجيهات القرآنية هي دستور هذه الدعوة الخالد ويبث في هذه النصوص حياة تتجدد لمواجهة كل عصر وكل طور ويرفعها معالم للطريق أمام الأمة المسلمة تهتدي بها في طريقها الطويل الشاق ، بين العداوات المتعددة المظاهر المتوحدة الطبيعة .. وهذا هو الإعجاز يتبدى جانب من جوانبه في هذه السمة الثابتة المميزة في كل نص قرآني.
لقد تمت هجرة الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - إلى المدينة بعد تمهيد ثابت وإعداد محكم. تمت تحت تأثير ظروف حتمت هذه الهجرة وجعلتها إجراء ضروريا لسير هذه الدعوة في الخط المرسوم الذي قدره اللّه لها بتدبيره .. كان موقف قريش العنيد من الدعوة في مكة - وبخاصة بعد وفاة خديجة - رضي اللّه عنها - وموت أبي طالب كافل النبي وحاميه .. كان هذا الموقف قد انتهى إلى تجميد الدعوة تقريبا في مكة وما حولها. ومع استمرار دخول أفراد في الإسلام على الرغم من جميع الاضطهادات والتدبيرات فإن الدعوة كانت تعتبر قد تجمدت فعلا في مكة وما حولها ، بموقف قريش منها ، وتحالفهم على حربها بشتى الوسائل ، مما جعل بقية العرب تقف موقف التحرز والانتظار ، في ارتقاب نتيجة المعركة بين الرسول وعشيرته الأقربين ، وعلى رأسهم أبو لهب وعمرو بن هشام وأبو سفيان بن حرب وغير هم ممن يمتون بصلة القرابة القوية لصاحب الدعوة. وما كان هناك ما يشجع العرب في بيئة قبلية لعلاقات القرابة عندها وزن كبير ، على الدخول في عقيدة
_____________
[size=21](1) يراجع فصل : «التناسق الفني في كتاب «التصوير الفني في القرآن» - «دار الشروق»
[/size]
(1/28)
رجل تقف منه عشيرته هذا الموقف. وبخاصة أن عشيرته هذه هي التي تقوم بسدانة الكعبة ، وهي التي تمثل الناحية الدينية في الجزيرة! ومن ثم كان بحث الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - عن قاعدة أخرى غير مكة ، قاعدة تحمي هذه العقيدة وتكفل لها الحرية ، ويتاح لها فيها أن تخلص من هذا التجميد الذي انتهت إليه في مكة. حيث تظفر بحرية الدعوة وبحماية المعتنقين لها من الاضطهاد والفتنة .. وهذا في تقديري كان هو السبب الأول والأهم للهجرة.
ولقد سبق الاتجاه إلى يثرب ، لتكون قاعدة للدعوة الجديدة ، عدة اتجاهات .. سبقها الاتجاه إلى الحبشة ، حيث هاجر إليها كثير من المؤمنين الأوائل. والقول بأنهم هاجروا إليها لمجرد النجاة بأنفسهم لا يستند إلى قرائن قوية. فلو كان الأمر كذلك لهاجر إذن أقل الناس جاها وقوة ومنعة من المسلمين. غير أن الأمر كان على الضد من هذا ، فالموالي المستضعفون الذين كان ينصب عليهم معظم الاضطهاد والتعذيب والفتنة لم يهاجروا. إنما هاجر رجال ذوو عصبيات ، لهم من عصبيتهم - في بيئة قبلية - ما يعصمهم من الأذى ، ويحميهم من الفتنة وكان عدد القرشيين يؤلف غالبية المهاجرين ، منهم جعفر بن أبي طالب - وأبوه وفتيان بني هاشم معه هم الذين كانوا يحمون النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ومنهم جعفر بن أبي طالب - وأبوه وفتيان بني هاشم معه هم الذين كانوا يحمون النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ومنهم الزبير بن العوام ، وعبد الرحمن ابن عوف ، وأبو سلمة المخزومي ، وعثمان بن عفان الأموي .... وغيرهم. وهاجرت نساء كذلك من أشرف بيوتات مكة ما كان الأذى لينالهن أبدا .. وربما كان وراء هذه الهجرة أسباب أخرى كإثارة هزة في أوساط البيوت الكبيرة في قريش وأبناؤها الكرام المكرمون يهاجرون بعقيدتهم ، فرارا من الجاهلية ، تاركين وراءهم كل وشائج القربى ، في بيئة قبلية تهزها هذه الهجرة على هذا النحو هزا عنيفا وبخاصة حين يكون من بين المهاجرين مثل أم حبيبة ، بنت أبي سفيان ، زعيم الجاهلية ، وأكبر المتصدين لحرب العقيدة الجديدة وصاحبها .. ولكن مثل هذه الأسباب لا ينفي احتمال أن تكون الهجرة إلى الحبشة أحد الاتجاهات المتكررة في البحث عن قاعدة حرة ، أو آمنة على الأقل للدعوة الجديدة. وبخاصة حين نضيف إلى هذا الاستنتاج ما ورد عن إسلام نجاشي الحبشة. ذلك الإسلام الذي لم يمنعه من إشهاره نهائيا إلا ثورة البطارقة عليه ، كما ورد في روايات صحيحة.
كذلك يبدو اتجاه الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - إلى الطائف محاولة أخرى لإيجاد قاعدة حرة أو آمنة على الأقل للدعوة .. وهي محاولة لم تكلل بالنجاح لأن كبراء ثقيف استقبلوا رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أسوأ استقبال ، وسلطوا عليه سفهاءهم وصبيانهم يرجمونه بالحجارة ، حتى أدموا قدميه الشريفتين ، ولم يتركوه حتى آوى إلى حائط (أي حديقة) لعتبة وشيبة ابني ربيعة .. وهناك انطلق لسانه بذلك الدعاء الخالص العميق : «اللهم أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى عدو ملكته أمري! أم بعيد يتجهمني؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي. ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلّا بك».
بعد ذلك فتح اللّه على الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - وعلى الدعوة من حيث لا يحتسب ، فكانت بيعة العقبة الأولى ، ثم بيعة العقبة الثانية. وهما ذواتا صلة قوية بالموضوع الذي نعالجه في مقدمة هذه السورة ، وبالملابسات التي وجدت حول الدعوة في المدينة.
وقصة ذلك في اختصار : أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - التقى قبل الهجرة إلى يثرب بسنتين بجماعة من الخزرج في موسم الحج ، حيث كان يعرض نفسه ودعوته على الوافدين للحج ويطلب حاميا يحميه حتى يبلغ دعوة ربه. وكان سكان يثرب من العرب - الأوس والخزرج - يسمعون من اليهود المقيمين معهم ، أن هنالك نبيا قد أطل زمانه وكانت يهود تستفتح به على العرب ، أي تطلب أن يفتح لهم على يديه ، وأن يكون معهم على كل من عداهم. فلما سمع وفد الخزرج دعوة النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قال بعضهم لبعض : تعلمنّ واللّه إنه للنبي الذي توعدكم به يهود ، فلا تسبقنكم إليه .. وأجابوه لما دعاهم. وقالوا له :
إننا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم. فعسى اللّه أن يجمعهم بك .. ولما عادوا إلى قومهم ، وعرضوا الأمر عليهم ، ارتاحوا له ، ووافقوا عليه.
فلما كان العام التالي وافى الموسم جماعة من الأوس والخزرج ، فالتقوا بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم - وبايعوه على الإسلام. وقد أرسل معهم من يعلمهم أمر دينهم.
وفي الموسم التالي وفد عليه جماعة كبيرة من الأوس والخزرج كذلك ، فطلبوا أن يبايعوه ، وتمت البيعة بحضور العباس عم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم. وتسمى هذه البيعة الثانية بيعة العقبة الكبرى .. ومما وردت به الروايات في هذه البيعة ما قاله محمد بن كعب القرظي :
قال عبد اللّه بن رواحة - رضي اللّه عنه - لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يعني ليلة العقبة : اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال : «أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم». قال : فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال : «الجنة». قالوا : ربح البيع ولا نقيل ولا نستقيل! وهكذا أخذوا الأمر بقوة .. ومن ثم فشا الإسلام في المدينة ، حتى لم يبق فيها بيت لم يدخله الإسلام.
وأخذ المسلمون في مكة يهاجرون إلى المدينة تباعا ، تاركين وراءهم كل شي ء ، ناجين بعقيدتهم وحدها ، حيث لقوا من إخوانهم الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم ، من الإيثار والإخاء ما لم تعرف له الإنسانية نظيرا قط. ثم هاجر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وصاحبه الصديق. هاجر إلى القاعدة الحرة القوية الآمنة التي بحث عنها من قبل طويلا .. وقامت الدولة الإسلامية في هذه القاعدة منذ اليوم الأول لهجرة الرسول - صلى اللّه عليه وسلم.
من أولئك السابقين من المهاجرين والأنصار تكونت طبقة ممتازة من المسلمين نوه القرآن بها في مواضع كثيرة. وهنا نجد السورة تفتتح بتقرير مقوّمات الإيمان ، وهي تمثل صفة المؤمنين الصادقين إطلاقا. ولكنها أولا تصف ذلك الفريق من المسلمين الذي كان قائما بالمدينة حينذاك : «الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ، هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ، وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ، وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ..
ثم نجد بعدها مباشرة في السياق وصفا للكفار وهو يمثل مقومات الكفر على الإطلاق. ولكنه أولا وصف مباشر للكفار الذين كانت الدعوة تواجههم حينذاك ، سواء في مكة أو فيما حول المدينة ذاتها من طوائف الكفار : «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ، وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ، وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://addad.malware-site.www
مسلمة
مشرفة منتدى الأناشيد الإسلامية
مشرفة منتدى الأناشيد الإسلامية
مسلمة


العمر : 33
نقاط : 12393
تاريخ التسجيل : 26/08/2008

بطاقة الشخصية
معلومات شخصية: 40

في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1   في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 I_icon_minitimeالسبت يوليو 25, 2009 8:16 am

يا لها من أيام خلت وأبت أن تعود

نسأل الله تعالى النصر للإسلام والمسلمين عاجلا غير آجل

بارك الله فيك مقدمة راااائعة أبحرت فيها نفسي وعايشت الوقائع ويا ليتها لم تعد

ولايسعني إلا ان أقول جزاك ربي جنة الفردوس

وشكرا على مجهودك المستمر

تقديراتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المختار السعيدي
نائب رئيس جمعية الضاد
نائب رئيس جمعية الضاد
المختار السعيدي


العمر : 48
نقاط : 12504
تاريخ التسجيل : 18/08/2008

بطاقة الشخصية
معلومات شخصية: 40

في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1   في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1 I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 11:47 am

آمين
شكر الله لك مرورك الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://addad.malware-site.www
 
في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب- البقرة - 4(من 1 إلى آية 29)
» في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 5 ( 1-29)
» في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 6 ( 1-29)
» في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 2
» في ظلال القرآن الكريم - سيد قطب - البقرة - 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد :: إسلاميات :: التفسير-
انتقل الى: